اتجاهات التجارة الإلكترونية للسنوات القادمة

اتجاهات التجارة الإلكترونية للسنوات القادمة

شهدت صناعة التجارة الاِلكترونية تطّوراً كبيراً في الأعوام السابقة فالاِبتكار التكنولوجي، وسهولة التوسُّع، وزيادة اِنتشار الإنترنت وتغيير عادات المستخدم بسبب (COVID-19)، وغيرها من العوامل، أدّت إلى زيادة المنافسة ضد المتاجر التقليدية، وظهور المزيد من التحوّلات الجوهرية في مجال التجارة الإلكترونية.

في هذا المقال، سنشارككم بعض الاِتجاهات الجديدة في التجارة الاِلكترونية، التي ظهرت لتحسين تجربة التسوّق عبر الاِنترنت وزيادة فعاليّتها:

أولاً: تخصيص التجارة الإلكترونية

التخصيص له تأثير كبير على تجربة التسوق عبر الإنترنت في التجارة الإلكترونية. تزداد المعايير العامّة لإضفاء الطابع الشخصي للعميل لأنَّ (33%) من العملاء لا يشترون منك إذا كنت لا تقدِّم ميزات تخصيص كافية.

يُعدّ تخصيص التجارة الإلكترونية أداة جيّدة لبناء علاقات فعالّة مع العملاء.

لا يقتصر التخصيص على تذكُّر أسماء العملاء وإرسال رسائل بريد إلكتروني مخصَّصة لهم فحسب، ولكن الآن، تجمع الشركات معلومات مفصَّلة عن عملائها لإنشاء شخصيتهم، فهي تساعد الشركات على إضفاء الطابع الشخصي على تجربة التسوق للعملاء حسب تفضيلاتهم واِهتماماتهم.

هناك طرق عديدة لتطبيق التخصيص في أعمالك. تضع العديد من الشركات توصيات عربة التسوق على موقع التجارة الإلكترونية الخاصّ بهم. بمجرد أن يضيف العميل عناصر في سلة التسوق، سيتمّ عرض المنتج ذي الصلة على حسابه.

إحدى مبادرات (Amazon) لإضفاء الطابع الشخصي على تجربة المستهلك هي “Programe e Poupe”، والتي يمكن للعميل من خلالها جدولة عمليات الشِّراء المتكررة وتحديد تواتر و / أو تاريخ الاِستلام. بهذه الطريقة، تتعرَّف الشركة على ملف تعريف المستهلك بشكل أفضل ويمكنها حتى اِقتراح منتجات أخرى بطريقة مخصَّصة.

هذه مبادرة جديدة، لكن التخصيص من خلال نظام توصية المنتج كان علامة تجارية مسجلة لشركة (Amazon) منذ عام (1999).

ثانياً: التجارة الإلكترونية الصوتية

هناك العديد من الأجهزة الصوتية مثل (Google Home) و(Amazon Echo) وما إلى ذلك. من المتوقع أن يزداد اِستخدام تقنية الصوت في المستقبل مما يسمح للعملاء ببناء تواصل أفضل مع العلامات التجارية من خلال تفاعلاتهم الصوتية.

يمكن عمل أي نشاط عبر الإنترنت باِستخدام صوتك، سواء كان تصفُّحاً أو شراءاً أو بيعاً. للبحث عن عنصر معيّن عبر موقع الويب، عليك فقط اِستدعاء اِسمه، بدلاً من كتابته في شريط البحث.

وفقاً لبحث أجرته شركة (Ilumeo)؛ وهي شركة اِستشارية في مجال علوم البيانات في البرازيل، وجدت أنّ (48%) ممّن أجابوا على الاِستطلاع يستخدمون المساعدين الصوتيين مرَّة واحدة على الأقل في الأسبوع و(87%) منهم يستخدمون البحث الصوتي بشكل أساسي.

بالإضافة إلى ذلك، يجد (84%) أنَّه من الأسهل اِستخدام أصواتهم بدلاً من الكتابة و(70%) يرون أنَّ العلامات التجارية التي تستخدم هذه التكنولوجيا هي ذات قيمة أعلى.

في حالة الذكاء الاِصطناعي، يمكن للكمبيوتر التعرُّف على صوتك بشكل فردي ويمكنه أيضاً حفظ تاريخ تفاعل العملاء لفهم مخاوفهم بشكل أفضل. لذلك، يمكنك القول أنَّه في السنوات الخمس المقبلة ستجعل التجارة الصوتية تجربة التسوق للعملاء أكثر فعاليّة.

ثالثاً: طرق دفع جديدة

يمكن أن يكون لطريقة الدفع تأثير كبير على قرار العملاء بالشراء. لذلك تتجّه جميع الشركات لجعل طرق الدفع أسهل وأكثر مرونة كما تعمل على تزويد عملائها بالعديد من الخيارات لإجراء المعاملات.

هناك العديد من طرق الدفع الجديدة التي تستخدمها العديد من الشركات مثل (PayPal) أو(Google pay) أو(Samsung Pay) أو(Apple pay).

تتجه خيارات الدفع الاِجتماعي أيضاً عبر منصّات التجارة الإلكترونية التي ستساعدك على بيع المزيد من المنتجات باِستخدام حسابات الوسائط الاِجتماعية الخاصّة بك. لا شك أنَّ وسائل التواصل الاِجتماعي هي عبارة عن منصّة رائعة لتحسين مبيعات منتجاتك عبر الإنترنت.

في المستقبل، ستعمل خيارات الدفع الرقميّة على تغيير النقد والبطاقات. من المتوقع أن يتحول حوالي (70%) من الأشخاص من النقد والاِئتمان إلى أساليب المعاملات الرقمية بحلول عام (2030).

كذلك بالتأكيد سمعت عن العملة المشفرة (Cryptocurrency)؛ ستحدث ثورة في المدفوعات المستقبلية لمنصة التجارة الإلكترونية. هناك فعليّاً العديد من الشركات الكبيرة التي تستخدم العملة المشفرة كوسيلة للدفع.

رابعاً: توجهات التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

أدَّى التسوق عبر وسائل التواصل الاِجتماعي إلى تقليل الوقت والجهود وتكلفة بيع المنتجات للعديد من الشركات الجديدة؛ فأنت هنا لست مضطراً لاِستثمار الكثير من المال للبدء بعمل تجاري.

يُعدّ فيسبوك واِنستقرام وبنترست أحد أشهر وسائل التواصل الاِجتماعي، حيث يمكنك العثور على زر الشراء لإجراء عملية شراء. كما تُعدّ منصّة اِنستقرام واحدة من أفضل المنصّات لبيع منتجاتك فهي تقدِّم خيارات النشر القابلة للتسوق (Shoppable post) للأفراد الذين يرغبون في بيع المنتجات عبر الإنترنت.

خامساً: التجارة عبر الهاتف المحمول

تركِّز اِستراتيجيات العمل القادمة بشكل أكبر على الهاتف المحمول لأنَّ غالبية الناس يستخدمون الهواتف المحمولة لشراء شيء ما عبر الإنترنت

وجدنا في الفترة الأخيرة ظهور تقنيات مختلفة لصناعة التجارة عبر الهاتف المحمول مثل الذكاء الاِصطناعي والواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء.

بالنسبة لتجربة الواقع المعزَّز، أنت تتيح لعملائك الحصول على صورة دقيقة للمنتج في أذهانهم، بالتالي تُحسِّن تجربة تسوّقهم عبر الإنترنت.

الاِبتكار الآخر هو تطبيقات المراسلة وروبوتات الدردشة (Chatbots). تسمح لك هذه الروبوتات بالتالي:

·         الوصول إلى المزيد من الناس.

·         إعطاء إجابات على الفور.

·         لديك خدمة عملاء على مدار 24 ساعة.

·         توفير الوقت والموارد.

·         تحقيق رضا العملاء.

·         بناء علاقات أفضل مع العملاء.

·         تقليل الإخفاقات البشرية.

·         التسوق متعدد القنوات

 

إنَّ تقديم تجربة شاملة، أو متعددة القنوات، للعميل أمر ضروري وسيكون هذا بالتأكيد ممارسة شائعة في مستقبل التجارة الإلكترونية.

كما تُظهِر الإحصائيات، يتزايد اِستهلاك الناس عبر الإنترنت، لكن هذا لن يُنهي البيع بالتجزئة المادي، لأنَّه ليس مجرد تفضيل، بل راحة. عادةً يقوم المستهلك بالإجراء الذي يبدو أنّه الأسهل والأكثر عملية؛ بمعنى، إذا كان الشخص يسير في الشارع، ومر جانب محل ما، ورأى سترة وكان مهتماً، فقد يرغب في الدخول وشرائها. ولكن إذا كان لديه موعد، فقد لا يرغب في أخذ السترة في ذلك الوقت واِختيار قضاء يوم آخر في منزله.

أو العكس: قد تفضِّل البحث عن السترات عبر الإنترنت، والشراء عبر الإنترنت ثمَّ الاِستلام مباشرةُ من المتجر الفعلي، ممَّا يقلل وقت الاِنتظار ويوفِّر في الشحن.

إذن، يجب أن يكون البيع بالتجزئة المادي والرقمي متصلان، ممَّا يضمن تجربة ممتازة للمستهلك، بغض النظر عن اِختيارك.

الخاتمة

تشير التطورات التكنولوجية والبنية التحتية المستمرة إلى أنَّ مستقبل التجارة الإلكترونية سيكون أكثر حيوية وقابلية للتوسع. من الضروري أن تبقى مستعدّاً ومواكباً للتحديثات لمواجهة تحديّات التغيُّرات في التجارة الإلكترونية.

باِستخدام الاِتجاهات المعروضة أعلاه في مقالنا، فاِطمئن أنَّك على الطريق الصحيح نحو النجاح