استراتيجيات في كيفية المحافظة على شركتك في السوق

استراتيجيات في كيفية المحافظة على شركتك في السوق

يعد العلامة التجارية اختيار ألوان وخطوط الهوية البصرية وما تحتويه من عناصر بصرية فنية وإبداعية أسس رئيسية في بناء سمعة الشركة لكن لا يعدوا من كل شيء،  سمعة الشركة وبناؤها يتجاوز ما هو أبعد من ذلك، حيث تمثل سمعة الشركة الصورة الذهنية العامة التي يمتلكها الآخرون من جمهور وعملاء ومستثمرين وموظفين عن علامتك التجارية، وتعتبر واحدة من الأصول التجارية التي تمتلكها المؤسسة إلى جانب قيمتها السوقية.

إذًا كيف يمكن بناء سمعة الشركة؟ وما هي الاستراتيجيات التي من شأنها المحافظة على مكانة العلامة التجارية وصورتها لدى الجمهور؟ في هذه المقالة سوق قادرين التعرف على  5 استراتيجيات من شأنها مساعدتك في بناء سمعة شركتك وتعزيز وجود اسمها في السوق وبين المنافسين لبناء الصورة الذهنية الخاصة بها بأفضل شكل ممكن، ومهما كانت طبيعة الشركة والمجال الذي تنشط فيه.

أهم النصائح لتحسين سمعة الشركة

يمكن لسمعة الشركة أن تتحول بمرور الوقت إلى رصيد تسويقي مهم تبنى عليه المكانة الاجتماعية والاقتصادية للمؤسسة. ونتيجة لذلك، تجعل منها اسمًا تجاريًا بارزًا في السوق والمجتمع. الشركات والعلامات التجارية ذات السمعة الجيدة دائمًا ما تكون أكثر قيمة وأكثر قدرة على تحقيق نتائج تنافسية عالية في السوق، وبالتالي يمكنها تحقيق قفزات تنموية كبيرة تجاه أهدافها الاستراتيجية. ما يلي أهم الاستراتيجيات لبناء سمعة الشركة:

أولاً: جودة المحتوى

الكلمة لها تأثير عظيم في إقناع العملاء المستهدفين بقبول الخدمات التي تقدمها شركتك، لذا يجب أن تحرص على أن تختار الألفاظ والكلمات المختارة بدقة. يجب أن تكون كلمات ممزوجة بالحكمة.

المحتوى يجب أن يكون قيم مؤثر يعبر عن الشركة بوجهها الحقيقي بجانب تحديد هدف من ذلك المحتوى المكتوب وهو الوصول إلى زيادة في المبيعات.

 لهذا أنت بحاجة إلى أن تكون أكثر واقعية في تناول محتواك داخل الشركة.

ثانياً: الميزةالتنافسية

ما الذي يميز شركتك عن المنافسين من الشركات الأخرى العاملة ضمن المجال نفسه؟ ما الذي يجعل العميل يختار علامتك التجارية للشراء منها دونًا عن العلامات التجارية الأخرى؟ إن تمكنت من الإجابة على هذه الأسئلة بشكل جيد ومقنع، فأنت على الأغلب لست بحاجة لهذه الاستراتيجية من استراتيجيات بناء سمعة الشركة، وذلك لأنك تطبقها أساسًا ويمكنك الانتقال إلى الاستراتيجية التالية، أما في حال لم تجد إجابة مناسبة، أو لم تكن إجابتك بتلك القوة، عليك متابعة القراءة هنا.

كل مؤسسة وشركة وعلامة تجارية عليها امتلاك ميزة تنافسية ما تميزها عن باقي نظرائها في السوق وتمنح العميل قيمة إضافية تجعله أكثر ارتباطًا بشركتك لعدم وجود هذه الميزة لدى منافسيك. نتيجة لذلك، في حال قرر التخلي عن علامتك التجارية لن يجد تلك الميزة لدى الآخرين، وحول هذه النقطة ذكر المؤلف ريتشارد روميلت في كتابه “Good Strategy Bad Strategy” أن واحدة من الأعمدة المهمة التي تقوم عليها استراتيجية التسويق الجيدة هي الميزة التنافسية الحصرية، والتي يكون من الصعب على أي من المنافسين استنساخها أو تقليدها.

جوجل من الأمثلة البارزة التي تستخدم هذه الاستراتيجية لبناء سمعتها وجعلها أكثر بروزًا بين المنافسين. تملك جوجل محرك بحث تُجرى عبره 70% من عمليات البحث التي تتم عبر الإنترنت. لا أحد من محركات البحث الأخرى قادر على مجاراتها أو منافستها في دقة وجودة خوارزمية البحث خاصتها ولا أحد يعرف على وجه الدقة كيف تعمل خوارزميات البحث لدى جوجل. الأمر الذي جعل محرك بحثها من أبرز المزايا التنافسية التي تمتلكها الشركة.

هذا عدا عن المنتجات الأخرى لدى جوجل، إذ تمتلك أكثر من 2000 براءة اختراع، مما يجعلها من أكبر الشركات التقنية وأهمها والتي يصعب على أي من الشركات الأخرى منافستها أو حتى تقليدها في أي من الخصائص التي تتميز فيها عن منافسيها، لذلك احرص على امتلاك ميزة تنافسية تجعل من شركتك اسمًا قويًا في المجال الذي تنشط فيه، وعلامة تجارية حاضرة في مقدمة خيارات الزبائن والعملاء على الدوام.

تأكد أن الميزة التنافسية لديك شيء يريده الناس ويبحثون عنه، حتى تتجنب الاستثمار في جوانب خاسرة، كما حصل مع Google+ عندما أرادت منافسة وسائل التواصل الاجتماعي ولكن جوجل اضطرت لإغلاق Google+ مؤخرًا.

ثالثاً: إدارة علاقات العملاء

تعمل الشركات اليوم في أسواق مزدحمة بالمنافسين والعملاء والمنتجات، يمتلك الزبائن خيارات عدة للشراء والتعامل مع علامات تجارية مختلفة تتنافس للحصول على ثقته، ومن ثم جذبه إلى قائمة عملائها، لذلك يرى البعض ضرورة أن تتوقف المؤسسات عن التعامل مع العملاء من منطلق شركة وعميل، والتوجه نحو بناء علاقات قوية طويلة الأمد تمنح العميل شعورًا بأهميته على المستوى الشخصي ومكانته لدى العلامة التجارية، وإنها تهتم به أكثر من مجرد عميل تريد الحصول على أمواله مقابل ما تقدمه من خدمة أو منتج.

يساهم هذا الشكل من العلاقات – في حال تمكنت المؤسسة من العمل عليه بشكل جيد – في بناء سمعة الشركة لدى الجمهور وتوسعة قاعدة عملائها، كما يساعد تحسين صورة العلامة التجارية كواحدة من الجهات التي تبذل جهدًا في تحسين تجربة المستخدم لديها وجعله أكثر رضًا عن الخدمات أو المنتجات المقدمة.

وعلى الرغم من أن طبيعة وشكل العلاقة بين العلامة التجارية والعميل تختلف عن العلاقات الإنسانية المباشرة، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الاختلاف أن يحجب عنا الصورة المثالية التي يجب أن تكون عليها علاقة الشركة مع عملائها، كما يقول خبير إدارة علاقات العملاء John Goodman في كتابه “تجربة المستخدم” (Customer Experience). يجب أن تركز الشركات على الجوانب الشعورية والنفسية لتجربة العميل مع منتجاتها أو خدماتها وذلك أساسًا يعتمد على تجربة المستخدم مع الشركة وما تقدمه Apple على سبيل المثال نموذج رائع للارتباط المثالي الذي يمكن أن يكون بين العلامة التجارية والمستهلك.

رابعاً: منح قيمة إضافية للعملاء

تسويقيًا، يُستخدم مصطلح القيمة المضافة في العديد من السياقات، ويمكن أن يشير لأي منفعة قد يحصل عليها العميل من الشركة أو العلامة التجارية، مثل الخصومات والتنزيلات، السعر العادل، برامج ولاء العملاء وكل ما يمكن أن تتضمنه تجربة المستخدم مع العلامة التجارية.

قد تكون القيمة المضافة للعميل رسالة اعتذار من المتجر عن تأخر وصول المنتج الذي طلبه في الموعد الذي كان محددًا، كما يمكن أن تكون على شكل كوبون خصم يحصل عليه العميل بمناسبة عيد ميلاده، أو حتى كوب قهوة يحمل اسم الشخص كما هو الأمر لدى متاجر ستاربكس. الجيد في الموضوع أنه بغض النظر عن مدى بساطة أو تعقيد القيمة التي يمكن أن تمنحها لعملائك، فإن مثل هذه الأمور دائمًا ما تكون ذات نفع كبير -غالبًا غير مباشر- للعلامة التجارية وسمعة الشركة ككل.

ففي الوقت الذي تكثر فيه الخيارات أمام العملاء والزبائن ويزدحم السوق بالمنافسين، فإن القيمة الإضافية التي تقدمها لعملائك ومهما كانت بسيطة تمنحهم شعورًا بالرضا تجاه الشركة وما تقدمه. العملاء الراضون أكثر ولاءً للعلامة التجارية، والولاء يعني مزيدًا من الانتشار ومزيدًا من الأرباح، وبالتالي سمعة قوية للشركة، ولكن ليس من السهل استخدام هذه الاستراتيجية من استراتيجيات بناء سمعة الشركة وتطبيقها بشكل صحيح لتحقيق النتائج المرجوة، إذ يتطلب الأمر بذل المزيد من الجهود في بحث ودراسة السوق والعملاء والمستهلكين لتحديد الطرق الأنسب لتطبيقها.

خامساً: المسؤولية الاجتماعية للشركة

تعتمد سمعة أي شركة أو مؤسسة على مدى حضورها وحضور اسم الشركة في المجتمع الذي تنشط فيه، لذلك يمكن للأنشطة الاجتماعية التي تساهم فيها الشركة أن تكون عاملًا مهمًا لترسيخ صورة إيجابية عن الشركة في أذهان الجمهور والعملاء والمجتمع ككل. في إحصائية تعود لعام 2017 أظهرت أن نحو 80% من الأمريكيين يتوقعون أن تقوم العلامة التجارية بالمساهمة بشكل ما بالأنشطة الاجتماعية، مثل رعاية حفل خيري، تقديم تبرعات للمؤسسات الأهلية، أو حتى رعاية فريق رياضي محلي وبغض النظر عن طبيعة نشاطها التجاري.

المساهمات من هذا النوع من شأنها أن تعزز من حضور العلامة التجارية في المجتمع الذي تنشط فيه، كما تجعل اسم الشركة أكثر حضورًا في ذهن الجمهور والعملاء وأكثر. حسب دراسة لجامعة Kentucky في الولايات المتحدة، بينت أن المؤسسات التي تمتلك حضورًا اجتماعيًا إيجابيًا ليست فقط تمتلك سمعة أفضل من غيرها من الشركات التي لا تبذل أي مساهمة اجتماعية، بل أيضًا تكون أقل عرضة للتأثر بالمخاطر المالية التي قد يشهدها الوسط الذي تشتغل فيه.

يمكن استخدام المسؤولية الاجتماعية لبناء سمعة الشركة في العديد من الأشكال والأساليب، وواحدة من الأمثلة الشهيرة التي يمكننا استحضارها هنا ستاربكس سلسلة متاجر القهوة الشهيرة، تتبع ستاربكس استراتيجية Ethical Sourcing لضمان الحصول على المنتجات الأولية لمتاجرها من مصادرها الأصلية وبطرق شرعية وقانونية تمامًا تضمن حقوق المزارعين الأصليين للقهوة، كما تمتلك الشركة برامج تدريب مهني في العديد من المجتمعات التي تعمل فيها ولديها متاجر تعتمد في تجهيزاتها وخدماتها على الطاقة المستدامة والمصادر المتجددة. ومؤخرًا، اتجهت لمنع استخدام الماصات البلاستيكية في متاجرها بسبب أضرارها ومخاطرها على البيئة.

ختاماً

 تستخدم الشركات والمؤسسات أكثر من استراتيجية واحدة من أجل بناء سمعتها، إذ تركز فرق التسويق على هذا الجانب بشكل كبير، وتخصص جزء من الموارد والجهود والأنشطة التسويقية المبذولة لبناء السمعة وزيادة الوعي بالعلامة التجارية. لذا إن كنت تعمل على شركتك الخاصة -سواء كان مشروعًا صغيرًا أو متوسطًا أو كبيرًا- في المرة القادمة التي تضع فيها استراتيجية التسويق خاصتك خذ بالاعتبار أهمية سمعة الشركة وزيادة الوعي بالعلامة التجارية التي تعمل عليها، وتأكد أن سمعة الشركة وهويتها تتجاوز مجرد الشعار والصورة البصرية للعلامة التجارية إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.