بناء علامة تجارية شخصية  Personal Branding

بناء علامة تجارية شخصية Personal Branding

لم تعد العلامة التجارية حصرًا على عالم الأعمال، وإنما امتدت لتشمل المشاهير والأحزاب السياسية وكل شيء تقريبًا، على سبيل المثال، أيلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكس، عرف عنه  بالطموح نتيجة النمو المتسارع لنشاطه عالميًا، أو عندما تسمع عن لاعب كرة قدم محترف فيأتي في البال لاعبين مثل ليونيل ميسي أو كرستيانو رونالدو بالرغم من وجود عشرات اللاعبين الذين على مستوى عالي إلا أنهم لم يصلوا إلي نفس النجاح الكبير المشهود لهما حاليا. كل عوامل النجاح هذه مرتبطة ببناء الهوية الشخصية التي سنتعرف علي ماهيتها في هذا المقالة

أولاً: ما هي العلامة التجارية الشخصية Personal Branding . . . ؟

ببساطة  تعني العلامة التجارية الشخصية تعزيز ثقة العُملاء المُحتملين في اسمك، وربط اسمك بمهاراتك وخبراتك المهنية في مجال العمل، بحيث عندما يُذكر اسمك أمام أشخاص آخرين أو على الإنترنت يكون لدى عُملائك المُحتملين صورة ذهنية مربوطة بالمهارات والخبرات المهنية التي يمتلكها هذا الاسم في مجال العمل.

بمعنى أن العلامة التجارية الشخصية هي محاولة تلميع اسمك ومهاراتك وخبراتك المهنية في مجال العمل أمام العُملاء المُحتملين لزيادة الثقة بك وفيما تقوم بتقديمه من خدمات.

ثانياً: أهمية بناء علامتك التجارية الشخصية Personal Branding  . . . ؟

·         تنمية حياتك المهنية

وفقا لـ CareerBuilder يرفض أكثر من نصف مسؤولي التوظيف المتقدمين لشغل الوظائف ممن لا يملكون حضورًا على الإنترنت. وبوصفها أهم طرق تسويق الذات التي تجعلك أكثر شهرة وتنمي شبكة علاقاتك توفر لك العلامة التجارية الشخصية فرصًا للتقدم المهني قد لا تأتيك بأي طريقة أخرى، وكلما زادت رغبتك في النجاح أصبحت أكثر أهمية لك.

·         بناء الثقة والروابط مع الآخرين

بناء الثقة ينتج عبر ما تشاركه عن نفسك من محتوى مع الآخرين الأمر الذي ينشيء تفاعلًا بينك وبينهم من اتجاه واحد، هذا التفاعل يتيح لهم الشعور بأنهم يعرفونك جيدًا ويعزز من ثقتهم بك ويشجعهم على التفاعل معك في اتجاه مقابل.

·         السيطرة على بياناتك

أسهل طريقة يستخدمها الناس للتعرف عليك هي البحث عنك عبر محرك البحث “جوجل”. فإن لم تبادر بالتحكم في المعلومات المتاحة عنك على الإنترنت، فأنت تفوّت فرصة مهمة لصنع حضور إيجابي وقوي لك على الإنترنت، تاركًا الفرصة لخوارزميات البحث لكي تعرض معلومات عشوائية عنك، أو تشارك معلومات لآخرين يتشابهون معك بالاسم.

·         نافذة للقيادة الفكرية

التأثير في تفكير الناس يُعد واحدة من أهم سمات القائد. وإذا كنت مدير شركة أو قائد فريق تطمح لأن تصبح رائدًا فكريًا في مجالك، فمع استخدام الوسائل “الإعلامية” للعلامة التجارية الشخصية، مثل: المقالات والبودكاست، ستتمكن من نشر أفكارك ومعتقداتك وثقافتك وما تحمله من قيم للجماهير.

ثالثاً: خطوات بناء علامتك التجارية الشخصية

1.      أضف الرؤية Vision  في مجال العمل في العلامة التجارية الشخصية الخاصة بك  

قبل كُل شيء، عليك بلورة الرؤية الخاصة بك النابعة من سماتك وقيمك الشخصية وشغفك في مجال العمل، ثم تقوم بعد ذلك بتضمين تلك الرؤية في علامتك التُجارية الشخصية لتكون جُزئاً منها.

والرؤية Vision بشكل عام تعني الأهداف التي تريد الوصول إليها أو تحقيقها على المدى البعيد بناء على شغفك وقيمك والمهارات التي تمتلكها أو تسعى إلى امتلاكها.

2.      حدد جيداً جمهورك المُستهدف

تقريباً في أغلب المقالات التي كتبناها على المدونة – سواء في المبيعات أو التسويق أو أي مجال آخر – نُركز دائماً على فكرة “الجمهور المُستهدف Target Audience”، وذلك لأن الاستهداف العام لجميع شرائح العُملاء حتماً سيؤدي بك إلى الفشل، وهو من الأخطاء الشائعة الذي يقع فيها المُبتدئين وحتى من يمتلكوا الخبرة.

ولذلك، إذا كُنت صاحب مشروع ناشئ أو مُبتدأ أو حتى صاحب خبرة في مشاريع سابقة ننصحك بتحديد فئة مُعينة من الجمهور لاستهدافها لتقديم خدماتك أو بيع مُنتجاتك إليها.

3.      اصنع قصة حول العلامة التجارية الشخصية الخاصة بك

هل فكرت في بناء العلامة التجارية الشخصية الخاصة بك بشكل مُميز وفريد؟ حسناً، إذا كان جوابك بنعم، فواحدة من أفضل الطُرق للقيام بذلك أن تقوم بصنع قصة أو حكاية خاصة بك لإضافتها في علامتك التُجارية الشخصية.

الخاتمة

يُمكنك الاطلاع على قصص الأشخاص الرواد في مجال عملك أو مجالات العمل الأخرى لفهم الفكرة وتغذية عقلك بالأفكار – وليس لاستنساخ القصة أو الأحداث – لتصنع في نهاية الأمر قصتك الخاصة بك، ومع الوقت واكتساب الخبرات يُمكنك التعديل على قصتك وتطويرها.

4.      اجعل قصتك تتناقل بين ألسنة الأشخاص الآخرين

بعد أن تعرفت كيف تقوم بصنع قصة خاصة بك لإضافتها في العلامة التجارية الشخصية الخاصة بك، حان وقت الترويج لتلك القصة حتى تصل إلى أكبر قدر مُمكِن من عُملائك المُستهدفين بطريقة غير مباشرة.

5.      خذ شخصاً ما ناجحاً في مجال تخصصك قدوة لك

أغلب الأشخاص الناجحين عادة ما ستجدهُم يشيروا في قصتهُم إلى قدوة أو مثل أعلى سواء كان في مجال عملهُم – وهو الأفضل – أو في أحد مجالات الحياة الأخرى، هذا الأمر يوفر مصدر إلهام لمن يطلع على علامتك التُجارية الشخصية ويقرأ قصتك، لذلك احرص على إضافة قدوة ضمن قصتك.

6.      اثبت وجودك على أرض الواقع وعلى الإنترنت

الخُطوة الأخيرة والأهم في عملية بناء العلامة التجارية الشخصية الناجحة تكمُّن في الترويج والتسويق لنفسك بشكل جيد على منصات التواصُل الاجتماعي حسب نشاط عملك وأماكن تواجد جمهورك المُستهدف.

بالإضافة لذلك، يُمكنك أن تقوم بإنشاء مُدونة شخصية لك لمشاركة خبراتك ونصائحك في مجال عملك وتُسوق للخدمات التي تُقدّمها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ستكون المُدونة منصة جيدة لبناء علامتك التُجارية الشخصية لأنك تتحكُم بكُل شيء تقريباً فيها.

وأخيراً، فالاهتمام لا يجب أن يقتصر فقط بالتواجُد على الإنترنت فقط، ولكن يجب أن تُثبت نفسك أيضاً على أرض الواقع وتروج لنفسك ولعلامتك التجارية الشخصية من خلال بعض الطُرق مثل: توزيع الكارت الشخصي الخاص بك – المشاركة في الفاعليات والأحداث المُتعلقة بمجال عملك وغيرها من الطُرق الأخرى التي تُعزز من حضورك.

الخاتمة

بناء العلامة التُجارية الشخصية أصبح اليوم أمراً ضرورياً لزيادة فرص الوصول لأصحاب الشركات – خاصة الشركات الكُبرى التي تدفع ببذخ – ولذلك كُلما حاولت الاستثمار في تكوينها وترويجها لعُملائك المُحتملين مُبكراً كُلما كان أفضل لتقليل المُنافسة في سوق العمل.