لقد غيرت مفهوم استخدام الإنترنت من الوسيلة التي نتواصل بها مع الآخرين حيث منذ 50 عاماً لم يكن من الممكن التعرف عن السفر أو تحركات الناس في وقت حدوثها وغير مفهوم استخدام الإنترنت من الطريقة التي نقوم بها لإتمام الأعمال حيث أن قديماً كانت تقسم الأعمال من تاجر إلى تاجر ومن تاجر إلى مستهلك وفي العصر الحالي تم استبدالها وأصبح أن يبيع الناس إلى بعضهم البعض.
في الشرق الأسط، هناك الآن أكثر من 90 مليون مستخدم للإنترنت، ممثلين 40% من إجمالي السكان في المنطقة.
ومن هؤلاء الـ 90 مليون مستخدم أمكننا استخلاص تلك الأرقام:
56 مليون مستخدم نشط كل شهر على الفيسبوك (ناسداك NASDAQ 2013).
8 مليون مستخدم على لينكد إن LinkedIn) TFour.me.com، 2013).
8 مليون مستخدم على تويتر Twitter) Arab Social Media Report، 2013).
أولئك الملايين على الشبكات الاجتماعية يقومون كل يوم بتحديث أحداث حياتهم مع أصدقائهم، وعائلاتهم، ويقومون بنشر آرائهم في الأفلام والأغاني، والرياضة، وقضايا المجتمع.
هم كذلك يستخدمون تلك المواقع لعمل بحث عن المنتجات والخدمات التي يريدون أن يشتروها. هذا البحث من الممكن أن يكون بسيطًا بقدر السؤال عن قائمة الأسعار عبر رسائل الفيسبوك، أو قراءة التقييمات Reviews الموضوعة عن الإنترنت للعلامات التجارية المختلفة لنفس المنتج.
وبصرف النظر عن البحوث، المتسوقون في المنطقة يبحرون عبر الإنترنت لكي يقوموا بعمل التحويلات النقدية، يستعلمون عن أرصدتهم، يدفعون فواتيرهم، يحجزون تذاكر الرحلات الجوية، ويدخلون على المزادات التي تهمهم على مواقع المزادات على الإنترنت مثل eBay (هذا طبقًا لتقرير Econsultancy للعام 2013).
وكما ظهرت هذه العادات الجديدة من الشراء وأساليب إتمام الصفقات، فتلك أيضًا – على الجانب الآخر – وسيلة جديدة لترويج المنتجات والخدمات .. وهذا ما يُسمى بالتسويق الوارد أو الـ Inbound Marketing.
هذا المقال يهدف إلى إرشادك إلى ماهية التسويق الوارد، ما هي مميزاته للشركات والعلامات التجارية في جميع أنحاء العالم، كيف يعمل، وكيف يمكك أن تبدأ باستخدامه لجلب المزيد من الصفقات المهيئة للبزنس الخاص بك، ومن ثم تنمية مبيعاتك.
أولاً: ما هو التسويق الوارد
التسويق الوارد او التسويق الداخلي – Inbound marketing ، واحدة من انواع استراتيجيات التسويق التي تجذب العملاء عن طريق إنشاء محتوى اعلاني ، وتجارب مصممة بشكل خاص لهؤلاء العملاء على النقيض من التسويق الخارجي ، الذي يقاطع العملاء بمحتوى غير مرغوب فيه ، فبدلا من إظهار المنتج للجمهور ، فأنت تركز على عمل محتوى يجيب عن أسئلة العملاء ويحل مشاكلهم ، فعند وقت الشراء يتوجهون اليك.
وتعد استراتيجية التسويق الوارد ، واحدة من الطرق التي تعمل على تنمية المؤسسة عن طريق بناء علاقات دائمة مع المستهلك ، والعملاء ، ويحدث ذلك من خلال تقييمهم وتمكينهم من الوصول إلى أهدافهم ، ويمكنك تطبيق استراتيجية التسويق الوارد بثلاثة طرق وهي:
· جذب الجمهور المناسب من خلال عرض محتوى قيم يجعلك موثوقا للتعامل معك.
· الانخراط في تقديم رؤى لأهداف العملاء تعمل على زيادة احتمالية الشراء منك.
· تقديم الدعم للعملاء من أجل تمكينهم من تحقيق النجاح في عملية الشراء.
ثانياً: فوائد التسويق الوارد
هناك من يرى ان التسويق الوارد لا يجدي نفعا مقابل استراتيجيات التسويق التنافسية ، ولكن في الحقيقة فإن التسويق الوارد يحمل قيمة كبيرة للعمل التسويقي على المدى البعيد ، وذلك من خلال بناء الثقة بينك وبين عملائك ومن اجل معرفة اهمية التسويق الوارد ، اليك فيما يلي بعض من فوائد واهمية التسويق الوارد :
1. تكاليف مخفضة
بالرغم من ان التسويق الوارد او الداخلي ليس فعالا مثل غيره من استراتيجيات التسويق الرقمي ، التي تعتبر مكلفة للغاية مع الكثير من المخاطر ، فالتسويق الداخلي يعمل من خلال انفاق أقل على الاعلانات مع التركيز على احتياجات العميل ، ما يؤدي إلى توفير المال بالإضافة إلى تحقيق عائد استثمار أعلى على المدى البعيد.
2. المصداقية
الثقة والمصداقية التي تحصل عليها من خلال تمكين عملائك من اكتشاف ما يريدونه بالفعل ، على عكس الاعلانات التي تجبر المشاهد على الشراء دون تفكير في احتياجاتهم ، وهذا ما يجعل العملاء يبحثون عنك لشراء منتجك ، كما ان هناك نسبة كبيرة من المشترين يقومون بالبحث عن طريق الانترنت قبل الشراء ، فلا يقدمون على الشراء الا من الشركات ذات الثقة والمصداقية.
3. جذب المزيد من العملاء
لا يقتصر دور التسويق الوارد على خلق الوعي بالعلامة التجارية فقط ، وانما يقوم على جذب الجمهور المستهدف ، والذي يهتم بمنتجك والحلول التي تقدمها له.
4. تحسين الخدمات
فمن خلال التسويق الداخلي ، والتفاعل مع جمهورك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، والتعرف على شكواهم ، او اقتراحاتهم ، او أسئلتهم ، يمكنك من فهم كيفية تحسين خدماتك ومنتجاتك.
ثالثاً: مميزات التسويق الوارد
· يثير انتباه العميل.
· يزيد من سهولة اكتشاف والوصول إلى شركتك، و خدماتك، ومنتجاتك .
· يجذب العملاء إلى قنوات البيع والتواصل.
· يحول الزائر إلى مشتري في أي من قنوات البيع لديك.
· يحافظ على العميل ويساهم في جعله سفيراً لعلامتك التجارية.
ختاماً:
بعد إنهاء هذه المقالة قد يختلط الأمر على البعض في التمييز بين كل من التسويق الوارد والتسويق بالمحتوي، غير أن الفرق بينهما يمكن إيجازه في أن التسويق بالمحتوى هو أحد تقنيات التسويق الداخلي، فالتسويق الداخلي أعم وأشمل أنواع التسويق.
على سبيل المثال؛ تكون المهام الواجب عليك القيام بها بصفتك مسوق إلكتروني هي التواجد ضمن مراتب متقدمة في محركات البحث، ومراسلة جمهور عملائك عن طريق الإيميل بشكل دوري ومنتظم، وتحفيز جمهورك من خلال استغلال الأحداث والفعاليات والمناسبات، و التفاعل معهم ضمن منصات التواصل الاجتماعي، وتتبعهم بإعلاناتك من خلال الشبكة الإعلانية لجوجل، وإضافة مدونة ضمن موقعك الالكتروني، ويتحتم عليك إدارة سمعتك الإلكترونية بكفاءة..
كل تلك المهام لا تدخل ضمن التسويق بالمحتوى ولكنها تتقاطع معه، في حين أن التسويق الوارد (الداخلي) يتضمنها جميعًا.